عجيب هو حال المُحبين! تراهم لا يكلون
ولا يملون من ذكر المحبوب، بل يستعذبون الحديث عنه مهما بلغ تكراره، بل
أنهم في كل تكرار يستمتعون أكثر!
والعجيب، أنه في الحب ” البشري ” لا
يشترط وجود مقابل في كل الحالات، فقد يكون الحب من طرف واحد فقط، ورغم ذلك،
يبقى المحب في هيامه غير منتظر لأي مقابل..
ماذا عن ذكر محبوب، إن ذكرته لدى مجموعة، ذكرك لدى مجموعة خير منها!
ماذا عن ذكر محبوب إن ذكرته أجزل لك العطايا والهبات!
ماذا عن ذكر محبوب، تطمئن بذكره القلوب!
هل يستحق أحد غير هذا المحبوب أن يصرف له جل اهتمامك وحديثك وتفكيرك؟
لنقرأ كلام ربنا سبحانه وتعالى وهو يحدثنا عن ذكره وما أعد له من جزاء، فقد قال تعالى [فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ]
وقد قال: [وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ]
وقال: [ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ]
وقال صلى الله عليه وسلم : [ يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني [b]في [b]ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ]
فقط تأملوا في الفعل، وجزاؤه!
الفعل هو : ذكر الله..
بينما الجزاء يتنوع ويتعدد ليشمل المغفرة و الأجر واطمئنان القلب وذكر الله ذا الجلال لنا !
وبلغة المعادلات:
ذكر الله = مغفرة + أجر + اطمئنان + ذكر الله لنا
كرم وجود بفوق حدود تصور العقل البشري! إذ كيف بفعل بسيط أن يكون له هذا الجزاء العظيم!
غير أنه لا يداوم على ذكر الله تعالى إلا محب صادق في حبه، ولا يتذكر الله في كل وقت سوى من شُغل قلبه وعقله بحب الله وطلب رضاه.
وقد نبهنا ربنا عز وجل من التهاون بهذا
العمل السهل أداؤه العظيم أجره، وأوضح لنا مسببات الغفلة عن ذكره، فقال: [
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا
أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ
الْخَاسِرُونَ ]
وهنا
تبرز أهمية ترتيب أولويات حياتنا بالشكل الذي يعكس صدق محبتنا لله تعالى،
بحيث يكون رضى الله هو المحرك الأساسي لكل تصرفاتنا، حينها سيكون سهلاً
علينا أن نتذكره في كل وقت وحين، لأننا لم ننسه ابتداءً.. لكن متى كان
رأس أولوياتنا لأي شيء آخر سوى الله تعالى فسنكون أخطأنا خطأً فادحاً في
حق أنفسنا.. يقول تعالى: [ ولَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ
فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ]
كيف أصبح من الذاكرين لله تعالى؟
١- قراءة القرآن الكريم، وهو أفضل الذكر لأن القرآن كلام الله تعالى..
٢- التسبيح، والتحميد، والتهليل، والتكبير، والاستغفار..
٣- أذكار الصباح والمساء..
٤- الأذكار الأخرى الخاصة بالمناسبات المختلفة..
.
ورقة العمل لهذه المرة ستكون مختلفة بعض
الشيء! إذ أنها عبارة عن تصميم لميدالية تذكرنا بالله تعالى، كل ما عليكم
هو تحميل الملف التالي، ومن ثم طباعته فقصه، ويفضل تغليفه إن أمكن للحفاظ
عليه لأطول فترة ممكنة..
وفقني الله وإياكم لأن نكون من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات.